Home

خواطر … من زمننا هذا

27-04-2019

بقلم شكري مكرزل

كانت جدتي تقول بالعامية “غسل وجهك ما بتعرف مين ببوسو، ونضف بيتك ما بتعرف مين بدوسو”

رحم الله أيام زمان

رحم الله الإلفة والود والحنان

رحم الله …لبنان……

رحم الله الصوبيا ومنقل الدق وركوة القهوة وفنجان الشاي، وطرفة تعاد في كل جلسة وضحكة لا تفارق الشفاه، لا بل، قهقهة من القلب…..

منزل الجيران “الفرن” ندخله إذا لم نجد في بيتنا خبزا.

وابن الجيران اذا اشترى فاكهة، فواجب عليه أن ينده سكان الحي ليشارك  طعمها

لكل شرفة حكاية…ولكل زاوية رواية.

رحم الله لبنان…

اللبن واللبنة بنفس الطعم ، “روبة” واحدة ..  وبياع الحليب نفسه …..

وكم منكم يسأل الآن عن معنى ” روبة”…

الباب مفتوح والمفتاح ضائع…

ورب المنزل داخله ، فحذائه بالخارج…

وقط يغفو على ممسحة ينتظر موعد الغداء…

أما المعمول، فقصة وحكاية. من علمتها امها أو من كانت حماتها أشطر. فقوالب الخشب تحمل الأنين مع كل شقفة عجين……

رحم الله أبو ملحم وأخوت شناي وأبو سليم………..

أهلا بنا وبكم إلى عصر الانفتاح

إلى عصر تخطى الحدود والمعابر

سلام اليوم قمة التخلف، والتعرف تحرش…

ويل لوطن استبدل تراثه  بمتراسه…

متراس الوحدة والانفراد والانعزال.

متراس زاوية في نفس الغرفة.

 مجتمع انطوى  على نفسه

السلام صورة  يد تلوح

والإعجاب صورة…

كل ذلك على شاشة صغيرة.

مجتمع الحاسوب الغيت فيه القلوب.

ماذا عن الغد…

رحِم الله الإنسان والانسانية


Current track
Title
Artist

بلا جمرك مع وفاء شدياق الساعة الثالثةتابعوا
+