Home

إيران بين مطرقة العملية العسكرية وسندان الضغوطات التصاعدية

17-06-2019

بقلم هدى عيد

تواجه إيران اليوم أكبر ضغوط عسكرية وتجارية واقتصادية تترافق مع تهديداتٍ باللجوء إلى خيارات عسكرية وسط عزلة دولية وإقليمية واضطرابات داخلية حتى لكأنّ حكومة الملالي تبدو فاقدةً للبوصلة السياسية وتحديد وجهة الأحداث.

فهل إنّ الأوضاع سائرة نحو تأزم حربي أم هي مجرد استعراضات جوفاء للأساطيل والبوارج وصولاً إلى فرض خيار التفاوض وإملاء الشروط وفق الوصفة الأميركية التي تتلاءم مع طبيعة وشخصية سيّد البيت الأبيض الذي يعتبر أنّ الولايات المتحدة الآن في أوج قوتها وسيطرتها فيجهد لمحو “اتفاق الإذعان” الذي أبرمه سلفه في لحظة تخلٍ بغض النظر عن مصلحة بلاده وذلك باللجوء إلى الترهيب والترغيب، باستعراض القوة حيناً وبإرسال رقم هاتف للحوار حيناً آخر فيما تعمد “إيران” إلى اعتداءات من هنا وهناك أخرها استهداف ناقلتي نفط صباح الخميس في بحر عمان.

ولكن إلام  سيفضي شدّ الحبال هذا؟ بينما الأزمة تزداد اشتعالاً وخيار التدخل أصبح مطروحاً بقوة اليوم.

الدكتور وليد فارس مستشار الرئيس الأميركي السابق والمستشار لأعضاء في الكونغرس الأميركي أكد أنّ إيران لم تتجرّأ حتى الآن على القيام بأيّ تحرك ضدّ القوات الأميركية لأنها تعلم أنّ أيّ عملية من هذا النوع سيقابلها ردة فعل استرتيجية شاملة وهو ما يفسره الانتشار والتعبئة العسكرية من حاملات طائرات وقوات خاصة موجودة في المنطقة تعتبر بمثابة رسالة أمنية.

فارس اعتبر أنّ كل عمليات الإرهاب والتخريب التي يقوم بها النظام عبر حلفائه أو ميليشياته لن تدفع واشنطن إلى تغيير استراتيجيتها بإلزام طهران مناقشة موضوع الصواريخ والميليشيات والإرهاب. وأعرب عن اعتقاده أنّ روسيا لن تتجابه مع الولايات المتحدة، على الرغم من  احتمالات المواجهة الأميركية-الإيرانية.

الدكتور فارس رأى أنّ القيادة الإيرانية سوف تعمل على كسب الوقت عبر المفاوضات و بالعمل على تمكين حلفائها في العواصم الأربعة لبنان وسوريا والعراق واليمن، في انتظار ما سينتج عن الانتخابات الأميركية المقبلة.

المستشار في الكونغرس الأميركي لفت للبنان الحر إلى أنّ واشنطن وضعت سياسات لدعم المعارضات داخل هذه الدول في موازاة العقوبات الموجودة.

من جهته اعتبر مستشار شؤون العلاقات الخارجية لرئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس مركز الشرق الأوسط للأبحاث والدراسات إيلي خوري أنّ الخيار العسكري جدي من أجل إعادة طهران إلى حجمها الحقيقي وهو مرتبط بأيّ خطوة متهورة تقوم بها بالواسطة أم مباشرة، مشيراً إلى أنّ لذلك صلة بمشروع “صفقة القرن” الذي لن يتحقق إلّا بعودة إيران إلى موقعها الطبيعي ووقف  التشويش على أمن دول المنطقة التي ستساهم في “مشروع السلام” هذا.

خوري كشف أنّ النظام الإيراني يطلب سرّاً المفاوضات عبر سلطنة عمان، كما أرسل بعض الإشارات الإيجابية كتسهيل المفاوضات البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل وإخلاء سبيل نزار زكّا ،الذي هو مطلب أميركي وما أعلنه وزير خارجيته عن النية بتوقيع اتفاقيات بعدم التعدّي أو الاشتباك مع الدول العربية المجاورة يصبّ في هذا الاتجاه. كما توقّع أن تحصل في المستقبل تحركات شعبية تلزم النظام القائم بالتفاوض وبالتراجع عن أجندته الإقليمية.

في المقابل لم يستبعد خوري عملاً طائشاً غير محسوب من الأذرع الإيرانية واعتبر أنّ وضع حزب الله مرتبط بدينامية المنطقة بسبب ما يمثله من خطر ليس فقط على إسرائيل وإنما على دول الخليج أيضاً وتحديداً السعودية، مبدياً تخوفه من لجوء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى حرب مع الحزب وإيران في سوريا للهروب من أزمته الداخلية قبل الانتخابات المقبلة.

للإستماع إلى الحديث ضمن برنامج ازمات وقضايا، عبر الرابط الآتي:

https://www.rll.com.lb/2019/06/15/azamat-wa-kadaya-9/


Current track
Title
Artist

اوعى ما توعا مع جنى غازي: الساعة الثانية عشرةتابعوا