Home

التقهقر الإيراني

31-07-2019

بقلم هدى عيد

إنّ القرارات التصعيدية التي اتخذها سيّد البيت الأبيض تجاه إيران تسير بوتيرة متشددة فيما العالم يترقب بين مؤيّد ولا مبالٍ، بدءاً بالأوروبيين الذين لم يحاولوا التخفيف من حدّة العقوبات أو الدفاع عن الاتفاق النووي بما يُرضي طهران، مروراً بموسكو “الشريك المفترض” الذي يقف على الحياد المعلن برغم التوتر الكبير المترافق مع تهديدات عسكرية.

كذلك في الدول العربية والخليجية تحديداً المؤيّدة بلا تحفظ للطروحات الأميركية وكل ما من شأنه أن يلزم الجمهورية الإسلامية بالتراجع إلى ما وراء حدودها وتالياً إقصاء  ميليشياتها عن العبث بالأمن والتدخل في الشؤون الإقليمية.

كلُّ ذلك يوحي بعدم توقّع تدخّل أيّ طرف للعب دور الإطفائي لأيّ حريق قد تشعله الجهات المتصارعة.

هذا في وقت لا تزال طهران تعوّل على الجانب الروسي على الأقل برفض الضغوط والتخفيف من حدّة التصعيد.

فما هي الخيارات المتاحة أمام نظام الملالي اليوم؟ وهل ستنصاع طهران للشروط الأميركية؟ علماً أنّ تراجعاً سُجّل بإعلان الولي الفقيه الاستعداد للحوار العادل من أجل حلّ المشاكل والخلافات.

إنّ الجمهورية الإسلامية تعاني من أزمة غير مسبوقة بسبب التضخم الكبير، فهي تبيع 250000 برميل نفط اليوم بعد أن كانت تصدّر نحو مليون ونصف، فيما الحاجة هي ل 750000، كي تتمكن من الاستمرار ، بحسب الكاتب  والباحث في مركز كارنيغي لشؤون الشرق الأوسط الدكتور مهنّد الحاج علي، الذي اعتبر أنّ إيران تتقن فن تصدير الأزمة إلى الخارج لتجاوز أزمتها الداخلية. من هنا الحوادث المتنقلة، بين هجوم أو صاروخ على دولة من الدول أو استهداف لناقلات نفط، وما يجري في العراق وفي سوريا وأفغانستان، هي حرب بوتيرة منخفضة سترتفع بوجود الحوادث المتكررة والمتزايدة من أجل الضغط على الجانب الأميركي. وهذا ما يدفع أكثر باتجاه مواجهة عسكرية ولو بشكل محدود، برغم حذر الرئيس ترامب من الانعكاسات السلبية لأيّ ضربة على الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة .

أمّا بالنسبة لروسيا التي تعتبر إيران ورقة ضغط تستخدمها في المفاوضات والصفقات، فلطالما شدّد زعماؤها على العلاقة التكتيكية وليس الاستراتيجية مع طهران في سوريا. فالروسي يريد الإيراني جندياً وليس شريكاً في الاتفاقات الاقتصادية والتجارية أوالمؤسسات الأمنية التي تعتبر العصب في دولة الأجهزة والاستخبارات.

إنّ الرؤية الروسية في سوريا إقتصادية لاتتناسب مع الرؤية الإيرانية المبنية على المواجهة العسكرية.

 هذا في وقت كشفت صحيفة النيويورك تايمز أنّ إيران لم تدفع رواتب ميليشياتها منذ شباط الماضي ما يفقدها القدرة على مواصلة القتال في الصفوف الايرانية وهنا تكمن بدايات التقهقر الإيراني.


Current track
Title
Artist

نقابات ومصالح مع فادي ناكوزي الساعة الثانية عشرة تابعوا