Home

تحالف إيراني-صيني في وجه أميركا؟

09-10-2019

بقلم بسام البيطار

عام 2015، وخلال ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقّعت إيران مع مجموعة “5+1″، اتفاقًا نوويًا، يسمح لها بتصدير الأسلحة واستيرادها مقابل منعها من تطوير صواريخ نووية، وقبولها بزيارة مواقعها النووية.

إلى ذلك، شطبت واشنطن من لوائحها السوداء 400 اسم لأفراد وشركات وكيانات كانوا متهمين بانتهاك التشريع الأميركي بشأن العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي. وألغيت العقوبات المفروضة على الكيانات والأفراد الإيرانيين من قبل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

إلا أن الرئيس دونالد ترامب، وبعد توليه الرئاسة الأميركية، اعتبر أن الاتفاق مع طهران مجحف بحق بلاده ويعطي امتيازات للطرف الآخر، فانسحب منه. وبدأ بسياسة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، في محاولة لتضييق الخناق عليها من أجل الرضوخ، وعقد اتفاق نووي جديد، يلبّي هذه المرة تطلعاته.

في السنوات الأخيرة، بدأت القوى الكبرى، ولا سيما واشنطن، بالاتجاه نحو ما يسمى “العقوبات الذكية” التي تستهدف من خلالها القادة السياسيين والعسكريين وتتجنب غيرهم. فتتعمد الإضرار بالمتسببين في الحوادث أو القضايا التي على أساسها فرضت العقوبات.

وتأتي العقوبات الذكية أنواعًا، من بينها المنع من السفر والطيران، منع الحصول على تأشيرات السفر، تجميد الأصول، وغيرها.

أبرز العقوبات الأميركية، كان على المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، وعلى وزير الخارجية محمد جواد ظريف. في وقت، تعيش طهران أزمة محلية كبيرة، ومشكلة بطالة مرتفعة، تترافق مع هبوط بالعملة.

على خط موازٍ، تعيش الولايات المتحدة أزمة تجارية مع أكبر منافس اقتصادي لها، هو الصين، وخصوصًا على خلفية الدعم الصيني لطهران، وبسبب الخلافات السياسية حول الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الصينية.

وبحسب إعلان ترامب يتوجه وفد صيني إلى واشنطن، الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من المحادثات التجارية.

لكن الحرب الاقتصادية التي شنتها الولايات المتحدة ضد الصين وإيران أدت إلى تقارب الدولتين، ويتم الحديث عن مشاريع واستثمارات صينية تزيد عن 400 مليار دولار بين البلدين. فهل نشهد حربًا متقدة، تزداد حدتها تصاعديًا، بين إيران والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى؟

واشنطن، لم تكتفِ بحرب الجبهتين، بل قررت الإدارة الأميركية، وبحجة ارتفاع الأسعار الجمركية، أن تفرض إجراءات على الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، وفي تصريح شديد اللهجة، حذر وزير الخارجية الألماني من أن الاتحاد الأوروبي قد يضطر إلى الرد على الإجراءات الأميركية بفرض رسوم جمركية جديدة من جانبه. ما يشير إلى تطوّر تصعيديّ في العلاقات “الجمركية” بين قطبي العالم الغربي.


Current track
Title
Artist

نسجد لآلامك أيها المسيح ... برامج خاصة بيوم الجمعة العظيمةتابعوا