حبشي: إذا كنتم تريدون أن تكونوا خارج كل إنتقاد لا تتعاطوا الشأن العام
04-08-2018
أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي أنه يشبه أهل بعلبك الهرمل الذين تعبوا لكي يصل صوتهم، وقال: لأهلنا علاقة متجذرة بأرضهم التي يعطونها من وقتهم وهكذا عملهم يشبه الصلاة وتشبثهم بأرضهم يشبه الإيمان، وعندما يتصرف الإنسان على طبيعته لا بد له أن يجسد هذه العلاقة، وكل ما يطلبونه أهلنا أن يصل صوتهم. الإنسان باللحظة التي يوجد فيها هو نتاج كل ما مر في حياته وكل شيء بمسيرته يساهم بوجوده وعليه أن يشكر كل من مر في حياته وترك أثرًا سلبيًا أو إيجابيًا لأن ذلك من صنعه اليوم
وأشار إلى أن كل الناس في منطقة بعلبك – الهرمل كانوا يعيشون في جو عام ضاغط وكأن هناك “محدلة” عليها أن تستمر، متسائلًا: “كيف يمكن أن تبقى الدولة منذ الـ2005 تعتبر أن هناك جزءًا من الشعب اللبناني يتكلم فريق واحد بإسمهم، ولذلك أوجه تحية الى كل من عبر عن ذاته بحرية وصوت عال في وقت يعتبر التعبير عن الذات وكأنه عملية فداء بالذات
وأردف: “نحن في لبنان نعيش في ديمقراطية مشوهة، فعندما نقول اننا نعيش في دولة القانون لا يمكن لفئة او شخص أن يكون مقدسًا وفي شؤون الناس ليس هناك من مقدس. وعندما تُكبل حرية التعبير بشخص أو مؤسسة فإن ذلك يخرب كل اللعبة الديمقراطية
وتوجه حبشي للمسؤولين السياسيين، بالقول: “إذا كنتم تريدون أن تكونوا خارج كل إنتقاد لا تتعاطوا الشأن العام لأن أحدًا منا ليس كاملًا ولا أحد يملك قدسية تمنع المواطن من إنتقاده”. وتابع: “على أهلنا مسؤولية كبيرة وعليهم أن يعلموا أن أحدًا ليس مقدسًا بإستثناء الإنسان الذي نريد أن نحافظ عليه وذلك ببناء دولة، وعليهم أن يعلموا كيف يختارون ممثليهم فنحن كمواطنين علينا مسؤولية كبرى بإنتاج السلطة
ولفت الى ان أحد حسنات النسبية أن يكون هناك دمًا جديدًا في البرلمان، ومتابعة الناس وعقلها النقدي أساسي جدًا
وعن محاولات التطبيع والتواصل مع النظام السوري، قال: “لا أعتقد أن قنوات الحوار مع السوريين مفتوحة إنما مع النظام. هذا العهد كان نتاج تحييد الملفات الخلافية والنأي بالنفس، وسوريا هي أحد الملفات الخلافية وليست إبنة اليوم فحسب إنما إبنة تاريخها ومستقبلها، لماذا علينا اليوم أن نهمش 70 الى 80% من السوريين بالتواصل مع النظام في وقت الحرب لم تنته حتى اللحظة، علينا ان نتمنى السلام لسوريا بدلًا من أن نأخذ طرفًا
وعن الكلام عن معركة مفترضة لرئاسة الجمهورية، قال حبشي: “هذا العهد الذي ساهم “الوطني الحر” بتأسيسه ورئيسه رئيسًا للجمهورية لا يمكن له إلا أن ينجح ونحن حريصون أشد الحرص على نجاحه وندعو للعودة الى النقاط المشتركة التي قام العهد على اساسها وفائض القوة أحيانًا يدفع صاحبه الى جملة سلبيات. الشغب بالسلطة يؤدي أحيانًا لخلق معارك وهمية، لدينا كم هائل من المشاكل المعيشية والإقتصادية والإجتماعية التي يجب أن نتلهى بإيجاد حلول لها بدلًا من فتح معركة رئاسة الجمهورية في وقت علينا ان نتمنى لرئيس الجمهورية طول العمر. الرئيس هو الرئيس ميشال عون وهو موجود، وهو من قررنا وأتينا به رئيسًا لأنه قوي وتم الكلام عن رئيس يمثل ولديه كتلة تدعم، وعلى هذا العهد أن ينجز نسبة للمبادئ التي طرحها الرئيس تاريخيًا وعلى رأسها مكافحة الفساد والشفافية ومبدأ السيادة الكاملة بالكتاب الذي توجه فيه في الـ2005 الى الشعب اللبناني وهو طرح مبدأ فصل السلطات بالكامل، ولدينا كل الأمل أن يحقق عهده كل هذه المبادئ
وعن الفيتوات الموضوعة على “القوات”، تابع حبشي: “لا يحق لأحد ان يضع فيتو على أي مكون لبناني لديه كل هذا التمثيل الشعبي والفيتوات مرفوضة من أي جهة أتت. وما أعرفه أن لا فيتوات فعلية من أي فريق تجاه “القوات اللبنانية”، الجميع قادر على بعض المزايدات السياسية ولكن في العمق يدرك أنه إذا هناك مكون ليس بخير فلبنان لن يكون بخير
وإستطرد: “بشكل واقعي وعلمي، للتيار “الوطني الحر” 19 نائبًا في حين هناك 10 نواب لا يتلاقون في العمق مع التيار إلا أنهم خاضوا الإنتخابات من منطلق دعم العهد الأمر الذي ندعمهم به لأن “الجمهورية القوية” هدفها دعم العهد وفقًا للمبادئ التي قام عليها
وإعتبر أن الإقتصاد اللبناني ليس بأفضل حالاته ولا يمكن القيام بالدولة بوجود الفساد وإعتبار البعض أن المال العام هو مال خاص
وعن تشكيل الحكومة، أوضح أن الدستور واضح بمسألة تشكيل الحكومة، وقال: “لا يحمينا إلا إحترام الدستور، وكل الأمور التي تمر عرضًا هي نتيجة إحتقان اللحظة وأتوقع أن كل الأفرقاء يعلمون أنه لا يمكن الوصول الى بر الأمان إلا بالتكاتف، ولنطبق الطائف بشكل صحيح وبعدها نعلم إذا جرد الرئيس من صلاحياته ام لا. علينا أن نساعد الرئيس المكلف ونسهل مهمته ونحترم اللاءات الثلاث التي أطلقها
وأشار الى ان الشفافية تفترض مسألتين أن يكون هناك شخص نظيف غير فاسد وكفوء في آن لأن عدم الكفاءة باب آخر للفساد
وأردف: “إخترنا الدخول في الحكم لنشكل نواة ولو صغيرة لمكافحة الفساد بدلًا من التفرج من الخارج وعدم القدرة على إنجاز أي فرق. وما فعله نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني هو خدمة كل المواطنين من دون أي تمييز، فقد ساوى بين المستشفيات وهو وضع معيارًا والحملة السياسة التي يشنوننها ضده سببها أنه لا يناسب من لا يريد دولة أن يكون في الحكم نماذج كالوزير حاصباني، والحملة عليه هي حملة على المواطن الذي يريد حقه دون محسوبيات، إنها حملة على مفهوم الدولة الخالية من الفساد والتي نطمح لها
وشدد حبشي أنه لا يجب أن نبحث عن وطن آخر إنما يجب بناء وطننا، مردفًا: “إذا إعترضنا على مشروع الكهرباء ليس صحيحًا أننا نضرب مفهوم العهد الذي نتطلع عليه ولا أراه فاشلًا إنما يبحث عن نجاحه، أملنا به وأمل اللبنانيين كان كبيرًا جدًا ومن هنا ننتظر منه “تقليعة” أسرع وللأسف نشهد بعض التعثر
وعن إتفاق معراب، قال حبشي: “تفاهم معراب لم يعد ملكًا لـ”القوات” و”الوطني الحر” إنما هو ملك للناس، وقلنا ونكرر ان هذا التفاهم كان مفتوحًا أمام الجميع
وعن تنازل “القوات” عن نيابة رئاسة الحكومة، أشار الى ان أخطر الأمور أن لا يظل في لبنان من هو قادر على التنازل وعلى ان يكون “أم الصبي” لبناء الوطن
وعن تشريع الحشيشة، قال: “نحن لا نشرع حشيشة الكيف إنما نقف بوجهه والمشكلة في بعلبك – الهرمل مؤلفة من 3 عناصر، أولها الإدمان والباب له هو إدمان حشيشة الكيف، المزارع الذي لا يتمكن ان يعيش من أرضه وبذلك حرية ضميره مرهونة لمن يعطيه إقتصاد ريعي، التاجر المعروف مكان تواجده ومن حوله ولديه من يغطيه ليمرر صفقاته
أضاف: “كلنا ضد المخدرات وتقدمت بالقانون لمواجهة تجارة المخدرات، وأقول لمن يرفض القانون أن المخدرات لا تعرف دينًا أو لونًا أو بيتًا ستصل لأولادنا جميعًا، فهلم بنا نحول النقمة الى نعمة
ولفت أنه عندما يعطي رجل دين رأيًا سياسيًا عليه أن يعلم أن رأيه ليس مقدسًا ويمكن إنتقاده، فالإيمان بالله هو مسألة حرية والحرية تعطى للإنسان، وإحترام الإختلاف واجب، ولا يحق لأحد ممارسة العنف السياسي وإعتباره مقدسًا
وختم: “عندما يكون الرئيس سعد الحريري شريكًا أساسيًا في العهد نكون نحن أيضًا شركاء، والحريري يريد إيصال الجميع الى دولة القانون والدستور والنهوض بالبلد