Home

دير ريش موران …

20-06-2019

بقلم : رانيه غصيبه

بهذا الاسم الذي يعني دير رأس مارون عُرف هذا الدير في كفرحي البترون شمال لبنان على أيام البطريرك الماروني الأول يوحنا مارون علمًا أنّ الدير سمّي لاحقًا على اسمه وهو ما يطلق عليه في أيّامنا هذه دير مار يوحنا مارون كفرحي.

ودير ريش موران أي دير رأس مارون ضمّ لوقت طويل رأس القديس مارون الذخيرة التي حملها معه البطريرك الأول يوحنا مارون والتي تبارك منها عدد غير زهيد من المؤمنين قبل أن تنتقل الذخائر في العام 1490 الى مدينة فولينيو في إيطاليا. مع الإشارة الى أنّ قسمًا من هذه الذخائر أعيد الى لبنان والى دير مار يوحنا مارون في كفرحي تحديدًا بجهود من الصرح البطريركي في بكركي.

وفي 8 كانون الثاني 2000 عادت الذخيرة إلى كفرحي حيث أقيم احتفال كبير ترأسه البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وشارك فيه السفير البابوي وعدد كبير من المطارنة والرسميين ومطران فولينيو على رأس وفد من أبرشيته.

أمّا اليوم وإذا عدنا الى الدير، فلا بدّ لنا كمؤمنين من زيارة متأنية لهذا المقام الروحي. وأول ما يلفت لدى دخولك حرم الدير وتحديدًا على اليسار مزار مخصص لقسم من ذخائر مار مارون قبل أن تدخل لتتأمل وتصلّي أمام قسم آخر منها في الكنيسة الاثرية بامتياز من أجراسها الثلاثة الى مذبحها الرخامي المحافظ على قدمه.

وإن اكتفينا بهذا الوصف المختصر لهذه الواحة المارونية على كتف لبنان الشمالي، لا يمكن لنا أن نغفل تاريخ دير مار يوحنا مارون  كفرحي -الكلمة تعني موطئ الحياة – مع ما يحمل هذا المقرّ البطريركي الماروني الأول من أحداث ورجالات في سجّله الكنسي الأقرب الى الذهبي كونه كان – كما يروي كاهنه الحالي نائب مطران البترون المونسنيور بطرس خليل- ملجأً لعائلات مسيحية عديدة أطعمها في الحرب العالمية إبان المجاعة. ولا يمكن أن نغفل أيضًا ما علّمه هذا الدير لضمّه مدرسة اشتهرت بتعليم لغات سبع ومن أبرز طلابها اسم ماروني يرتفع رويدًا الى القداسة وهو البطريرك الياس الحويك ابن حلتا البترونية أيضًا.

كلمات قليلة لتاريخ كبير تختصره بكركي على موقعها الالكتروني الرسمي :

“دير مار يوحنا مارون كفرحي ،

13 قرناً …في خدمة الكنيسة والوطن”


Current track
Title
Artist