Home

الطائف السوري والنموذجان اللبناني والعراقي

26-07-2019

بقلم هدى عيد

تُطرح اليوم الكثير من التساؤلات حول سوريا وما سيتمّ تظهيره في نهاية مطاف دموي لاسيما في ما يتعلق بمستقبل نظام ترك بصمته دماراً وتهجيراً وتشريداً وأسلحة كيماوية.

وفي انتظار الحل المرتقب، تعددت السيناريوهات المطروحة وتنوعت ريثما يتمّ إنضاج الحلول السياسية على نار هادئة للأزمة وذلك بإشراف دولي يُلزم السوريين بخطوات خارطة طريق فُصّلت بحسب المصالح والأدوار وتوزيع مناطق النفوذ تحت عناوين الفَدرلة أو التقسيم.

لكنّ السؤال يُطرح اليوم عن مصير الملايين من النازحين في الداخل وحول العالم بدءاً بدول الجوار؟

 وهل سنكون أمام قضية سورية تشابه إلى حدٍ كبير القضية الفلسطينية في الأربعينيات بحيث تتحول من مسألة موقتة إلى شبه دائمة من دون أفق منظور للحلول؟

وماذا عن نظام ارتكب كلّ هذه الجرائم ؟ فهل سيكون من ضمن الحل اسياسي الموعود أم خارجه؟

الباحث في شؤون الشرق الأوسط الدكتور فادي أحمر اعتبر أنّ أيّ حل لمسالة النازحين مرتبط بالحل السياسي الشامل لافتاً إلى وجود مصلحة لدى بعض الأطراف من بينها النظام وحزب الله  وإيران بعدم العودة . وما حدث في حمص منذ الأسد الأب حتى اليوم من محاولات إحداث تغييرات ديمغرافية وتوطين يؤشّر إلى وجود خطة “تطويق، فتدمير، فترحيل” برغم الرفض الروسي لذلك. أمّا في ما يخص الولايات المتحدة فهي لاتبدو مستعجلة على الحل، وذلك بغية إبقاء هذا الملف كورقة ضغط على الحكومات ومن بينها الحكومة اللبنانية “غير الحليفة” بحكم سيطرة حزب الله على قرارها.

إنّ القضية السورية لا تشبه في ظروفها وعواملها ولاعبيها القضية الفلسطينية ، فالقضية السورية ذاهبة في اتجاه الحل ولَو لم يكن الآن، بينما هناك تصفية للقضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن.

هناك طائف سوري من خلال تبني الصيغة اللبنانية كما حدث في العراق ، ومع الأخذ بالاعتبار خصوصية كل بلد، تتمّ مشاركة كل القوى في السلطة وذلك من ضمن نظام فيدرالي أو لامركزية موسعة وموزعة بين الطوائف أو مركزية قوية.

إنّ الحلّ السياسي  لم يحن بعد في ظلّ عدم رضى الأميركيين والأوروبيين عن الواقع الميداني ،على اعتبار أنّ أيّ حل اليوم يجب أن يكون على قاعدة جنيف1 وجنيف2 بينما  أيّ حل سيُفصّل سيكون لمصلحة روسيا وإيران والنظام انطلاقاً من الواقع الموجود. والسؤال المطروح عن مدى تأثير النظام في مستقبل سوريا ، وعمّن سيخلف الأسد حيث فشلت المعارضة بفرض نفسها كقوة بديلة في ظلّ تشرذمها وخلافاتها وفي ظلّ عدم بروز أي شخصية قيادية في أوساطها.


Current track
Title
Artist

اوعى ما توعا مع جنى غازي: الساعة الثانية عشرةتابعوا