Home

ما راحوا – انطوان حبشي

01-09-2019

RLL
RLL
ما راحوا - انطوان حبشي
/

رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي أن كل شهادة لها قيمة، وقيمتها تصبح مطلقة عندما يصل الإنسان إلى مرحلة يضحي فيها بحياته وبأغلى شيء يملكه، لأنه مؤمن بقضية، ووطن، وفكرة، وبالتالي يأخذ مفهوم الشهادة بعداً ويحترمه الجميع.

وأشار حبشي عبر لبنان الحرّ إلى أن الشعوب مرّت بلحظات هستيرية قد تمتد لسنوات طويلة، فتأتي بعكس أهدافها، مشيراً إلى أن كل من ينظر إلى السلاح الذي حملته المقاومة اللبنانية آنذاك بطريقة سلبية، يفكّر خارج المنطق، لأنه لو كان هناك دولة ومؤسسات تقوم بواجباتها لحماية أبنائها، لما كان لهذا السلاح أي مكان.

وذكّر بأن الاستشهاد له علاقة بقناعة الإنسان وأهدافه، لافتاً الى انه ليس من السهل أن يضحي الإنسان بحياته، وأول شهيد من أجل قيمه في المسيحية كان يسوع المسيح.

ولفت إلى أن مسيرة القوات اللبنانية ليست مسيرتي أنا، بل مسيرة الجماعة التي انخرطت بها، ونقول لشهدائنا ما رحتوا، عبر الممارسة اليومية. وقال: إذا كان هناك من أمل بعد فهو بسبب شهدائنا.

وعدد حبشي ثلاثة تحديات، طرحت على اللبنانيين منذ بداية الحرب اللبنانية حتى اليوم، “الأول الوطن البديل، إذ هناك من اعتبر أن طريق القدس تمرّ من جونية، ولبنان يستطيع أن يكون وطناً بديلاً”، مذكراً بأن “القوات اللبنانية كانت في أي مكان طلبه لبنان الكيان الذي كان في خطر، وأسقطت مفهوم الوطن البديل، وهي تساعد أيضاً من فقد وطنه للعودة إليه”.

ورأى أن التحدي الثاني تمثل بـ”محاولة إلغاء الكيان اللبناني الذي بدأ عام 1975 بدولة مجاورة لا تعترف بلبنان”، عائداً بالذاكرة الى “ردّة فعل القوات اللبنانية وكل المقاومة اللبنانية في تلك المرحلة، التي لم تكن حساباتها ربحاً أو خسارة، بل ردة فعل جوهرية بأن تكون هذه المقاومة موحّدة”.

وتطرق الى التحدي الثالث الذي “يشكل الإشكالية الأكبر، وهو السيطرة على قرار الدولة، فما كان من هذه المقاومة إلا أن أوصلت إلى لبنان أولاً”، مشدداً على أن “الدولة اللبنانية يجب أن تكون الراعية لكل المجموعات الموجودة بكنفها طائفية كانت أو سياسية”.

وأردف، “القوات واثقة من نفسها، وثقتها هذه ناتجة عن عدم التناقض بين ما تؤمن به وما تفعله، ورغم كل التضييق الذي مارسته عليها سلطة الوصاية في المرحلة السابقة، انظروا الى السهم التصاعدي الذي تعيشه منذ العام 2005 حتى اليوم”.

واعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية أن، “من يبيع بـ30 فضية مبادئه ويبدّل ما يقوله بين يوم وآخر، سيلجأ في نهاية المطاف الى شجرة التين، لكنني لن أدعك تفعل ذلك، لأن وجودك متعلّق بوجودي، فلا تحزن إذا قلت لك الحقيقة التي يجب أن تراها، فانا بذلك أدفاع عنك، من لحظة السكرة السياسية التي تعيشها”.

حبشي، حيا “القوات” لأن “كان لديها الجرأة الكافية لأن ترفض الهروب في أيام الحرب، والجرأة الأكبر لمرحلة السلم، ومن انتقدنا في المرحلة السابقة، يعترف اليوم بكل ما حصل، بدليل بأنه جزء من هذه المنظومة”.

ورأى أنه يجب أن يدعم اللبنانيون المؤسسات العسكرية كي تكون صاحبة القرار، وكي لا تعاد التجربة السابقة، مطالباً السلطات السياسة باتخاذ القرارات السيادية، كي تتمكن المؤسسات العسكرية من تطبيقها.

تابع، “قبل الحرب كان لبنان سويسرا الشرق، لكن غياب القرار السياسي، وعجز المؤسسات عن تأدية واجبها، أدى الى ما حصل”، مشدداً على أن “المرحلة العسكرية التي خاضتها القوات اللبنانية كانت مشرّفة، وتمكنت القوات من ان تكون موجودة في كل مرة يحدق به الخطر”.

وأشار حبشي إلى أن “القوات اللبنانية لم تكن مؤسسة عسكرية فقط، وميزانيتها لم تكن محصورة بالشق العسكري، بل تعدته الى الشق الاجتماعي والاقتصادي والتنمية والإنماء، وهذه التجربة هي في أساس قيام الدولة اللبنانية”.

ولفت إلى أن “المشكلة ليست في ما إذا وقعت المؤسسات في أخطاء، بل في غياب آلية التصحيح، ما يؤدي إلى تراكم الأخطاء، ويوصل إلى حائط مسدود”.

وتابع، “القوات كانت مؤسسة ممكننة أيام الحرب، وليس غريباً عليها أن تطرح اليوم الـE-government، كما أن جزءا كبيراً من الهدر والفساد يمكن إيقافه من خلال المكننة. ولا بد من إيلاء أهمية كبيرة للإنماء من أجل تثبيت أهلنا في قراهم”.

وأكد النائب القواتي على أن “النزوح السوري بحاجة الى قرار فعلي يطبقه المسؤولون، ولا يوجد مشكلة من دون حلّ، ومن جوهر القوات مواجهة التحدي وليس الرضوخ له”.=

واعتبر أن “الحلّ الفعلي للازمات التي نعيشها اليوم هو الاعتراف بخبرة القوات اللبنانية والاستفادة منها”، مطالباً الناس بانتخاب من يفكرون يهذا النهج ويمارسه.

وأردف، “الصورة النمطية للقوات تتجه للانكسار أكثر وأكثر، وكان من السهل في ظل وجود حواجز بين اللبنانيين وسلطة الوصاية السورية، نشر صورة مماثلة عنا، ويكفي اللبنانيين اليوم أن يروا ممارستنا في الوزارات”، واصفاً “القوات” بالمارد الذي يتخلص تباعا من الصورة النمطية الموضوعة له.

واعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية أن “القوات اللبنانية اليوم هي نتاج ممن قاتل عن وعي، لأن من يقاتل عن غير وعي يخسر معركته، مؤكداً أن مساحة زنزانة الدكتور سمير جعجع، شكلت ربطاً مع الواقع، وتبين أن قائد هذه الجماعة تحمّل مسؤوليته حتى النهاية، ما شكل دافعاً للاستمرار”.

وحمّل “المواطن مسؤولية كبيرة، اذ لا يستطيع أن ينتخب من عبّد جزءا صغيرا من الطريق، ويتساءل بعد ذلك كيف أصبح الدين العام بهذا الحجم”.


Current track
Title
Artist

قناديل سهرانه مع زياد عقيقي: مقتطفات شعرية وموسيقى الاربعاء الساعة العاشرة مساءتابعوا
+