Home

بطريرك الاستقلال الثاني لو تكلّم!

22-11-2019

بقلم بسام البيطار

لم يقبل البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير بإسقاط رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود على وقع الضغط الشعبي، عام ٢٠٠٥، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. مع أنّ عزيمة قوى ١٤ آذار وشبابها آنذاك، كانت قوّية، لدرجة أنها أجبرت المحتلّ السوري على الرحيل.

بعد أشهر، أدرك البطريرك-الصخرة، أن حِمل البلاد يدفعه إلى مخاطبة الرئيس بالمباشر. فكان ذلك.

وقبل أن يلقي عظة الميلاد في حضور لحود، يوم ٢٥ كانون الأول ٢٠٠٥، خاطبه، قائلا: “أنتم على رأس الدولة، تقع عليكم مسؤولية قيادة لبنان إلى ما فيه طمأنينة أبنائه، والعمل على المحافظة على الدستور وتحقيق الوحدة الوطنية (…) في هذه الحال، يبقى فخامة الرئيس الحَكَم ليرى إذا كان بقاؤه أو اعتزاله يفيد البلد أم يسيء الى مصالحه. التاريخ سيسجل على فخامتكم أو لكم الموقف الذي ستتخذون لإعلاء شأن الوطن الذي عملتم دائمًا في سبيله قائدًا للجيش ورئيسًا للبنان”.

تكلّم صفير بالروح الوطنية التي لطالما تمتّع بها. تحدث بلسان الكثيرين. فمثّل صوت الثورة المنتفضة.

سنة ١٨٥٦، كتب أحد أجداد صفير، خطابات قائد ثورة الفلاحين طانيوس شاهين، ومراسلاته. وكان الأمر مدعاة فخر لدى البطريرك. ليظهر أن زخرفة الكلمة وفذلكتها، فنّ موروث في شرايين بطريرك الاستقلال الثاني.

فلو شهد اليوم، عيد الاستقلال السادس والسبعين. بما كان ليخاطب الشعب المنتفض؟

كان ليقول: “يا أبناء لبنان، شاباته وشبّانه،

في مراحل الشدة، إن امتحان الذهب بالنار يبقى دائمًا الأصعب. فأقول لكم: ثقوا!

ثقوا بأن لبنانكم سيبقى لكم، مهما اشتدت الأزمات والمحن.

ثقوا بأن الشمس تشرق، ولو بعد ليل طويل.

ثقوا بأن وطن النجوم حضر بينكم، وتذكّر ذاك الفتى الأرعن، الذي نضج.

ثقوا بأن حبّ الوطن المحمول في الجيوب، لا يموت. بل يُسقى بالصبر والمثابرة والشجاعة.

ثقوا بأن حريتكم مقدسة، لا أحد ينتزعها منكم، فكونوا شرارة التغيير، ونور الأمة.

ثقوا بأن انتفاضة الضمير الوطني، تولد من رحم الحرية، وتترعرع في ربوع الدولة المستقيمة.

ثقوا بأن المُدافع الأول عنكم هو جيشكم. سياجكم وحاميكم.

ثقوا بالمستقبل وابقوا دومًا، كما كنتم، صنّاع تاريخ مشرّف مجبول بالكرامة والوطنية.

وليكن هذا الاستقلال، علامة فارقة في نضالكم، فصلًا جديدًا من كتاب مجدكم. حافظوا على صورته. وارسموا في صفحاته عبارات الأرز والخلود والشموخ.

ولدتم رجال وطن، تعيشون أحرارًا، وتموتون أبطالًا!

عشتم، عاش الاستقلال، ليحيا لبنان!”


Current track
Title
Artist

نشرة بانوراما، شهيد اليوم، زياح المسا ونشرة اخبار ام تي فيتابعوا