Home

لماذا تشوّهون الثورة؟

27-11-2019

بقلم ايلديكو ايليا

 

لا شك أن الثورة في اربعينها لم تعد كالثورة في أول أيامها رغم أنها بدأت سلمية واستمرت وهي مصرة على ذلك.

ولكن ماذا اقصد بتغيّر الثورة؟ انه تعاطي من هم في السلطة القابعين على كراسيهم والشعب يبحث عن ضمائرهم في وحدته وإصراره وتشبّثه بحقه بوطن يليق به مسؤولوه ورؤساء أحزابه وزعماؤه.

تغيرت الثورة عندما دوّلتموها وحاولتم تشويهها

واصررتم على تسميتها ثورة السفارات لأنكم خططتم للوساطات من قبل حلفائكم الخارجيين فالبستم تهمتكم للشعب الغاضب.

حاولتم قمع المتظاهرين بالتكسير والترهيب والقتل، موظفين ازلامكم  فراحوا يتضاءلون شيئا فشيئا منضوين تحت لواء الثورة التي وجدوا فيها من يشبههم لا من يحركهم دمى خرساء لا صوت لها ولا كيان.

قتلتم واوقفتم واعتقلتم وعنّفتم الثوار وحميتم من اعتدى من مناصريكم عليهم، والثورة رغما عنكم مستمرة سلمية.

ألم تسألوا أنفسكم يوما عن الأسباب؟ انها الأسباب التي تحدث عنها فخامة الرئيس ميشال عون في العام ٢٠١٠ معتبرا ان الثورات لا تقوم الا بسبب فشل السلطات في اداء دورها،

أفلا يكفيكم هذا الفشل الذي اطاح الاقتصاد اللبناني رغم ان بلدنا غني بثرواته الطبيعية والبشرية والفكرية؟ الا يهزّ ضمائركم انين شعبكم الجائع والمتألم والغارق في ظلمة الجهل، وحتى الذي سمحت له ظروفه ان يستدين ليحصّل شهادته هو عاطل لا أمل له في بناء مستقبل ولا يحق له ان يحلم؟

كيف اناجي ضمائركم وهي في غيبوبة تامة؟

 تجرؤون على التغاضي عن صوت الثورة ولا تدركون ان هناك عدالة آتية لا محالة؟ ان افلتم من عقاب الفقراء والمظلومين فهل تفوتكم عدالة السماء؟ هل هذا ما تريدونه ؟ بعد سنوات من الوعود بالتغيير والمقاومة وحماية ارض لبنان ها انتم تتواطأون من اجل مصالح لا تمت إلى الوطن بصلة. فمنكم من كسر هيبة الجيش مؤمّنا الجماعات الإرهابية لتصل سالمة إلى بؤرها ومنكم من باع الوطن ليتمرد ويترأس ومنكم من تاجر باملاك لبنان وكأنها تركة العائلة.

هل تتحملون ان يدرس أولادنا واحفادنا تاريخكم الملطخ بعد أن رذلكم شعبكم لفسادكم وانانيتكم؟

رذلكم شعبكم لأنكم وعدتم وانتم عالمون بعدم قدرتكم على التنفيذ.

رذلكم شعبكم لأنكم تنادون بالتخلص من الفساد ولم يجرؤ احدكم على التخلص من فساد اهل بيته ليستعيد ثقة مواطنيه.

رذلكم شعبكم لأنكم برّأتم العميل وخونتم الأمين بحسب مصالحكم.

رذلكم شعبكم لأنكم سرقتم كل حقوقه وسرقتم حتى حقه بالحلم.

انظروا إلى حركة التاريخ والشعوب واتّعظوا ولبننوا افكاركم وقراراتكم، عودوا إلى لبنان رغم اختلاف معتقداتكم وتنوعكم الثقافي ولا تنسوا انكم مهما دوّلتم ومهما توسطتم فلبنان عصي عليكم وعلى اسيادكم وعلى من رهنتم مستقبلكم لخدمتهم، لانه وقف الله ولان مريم التي توحّد في تكريمها وتطويبها المسلمون والمسيحيون هي ارزة هذا اللبنان.

الآتي موجع والمخاض عسير وصعب بوجود امثالكم، ولكن الويل لكم عندما تدق ساعة النصر والحقيقة …


Current track
Title
Artist

سمعنا صوتك مع طوني نصار: من الاثنين الى الجمعة الساعة 8.20 صباحاتابعوا