Home

دماء “داني” أثمرت استشارات نيابية

06-12-2019

بقلم بسام البيطار

“إبني مات وراه عيلة. كرمال ميشال عون؟ ملزق بال alteco  وباسيل لاحقو، ونصرالله ونبيه بري وعلى عين كل العالم. انزلوا عالشوارع ولّعوها، ولّعوا المؤسسات. احرقوا البلد. احرقوها كرمال ابني”.

هكذا صرخت والدة داني، بقلب مفجوع، وعلى قميصها، دماء ابنها.

صرخت باسمه، نادته بحرقة، “يا داني، يا داني”.

هو داني أبي حيدر. أعباؤه المالية، وثقل همومه المعيشية المتراكمة، دفعته إلى إنهاء حياته. لم يعد يستطيع التنفس في دولة الفساد والذل. وضع حدًا لتسعة وثلاثين عامًا من حياته اليائسة. أطفأ شمعة حياته بيده، تاركًا وراءه زوجة وأولاد وأبوين.

ما هي إلا ساعات، حتى أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا تعلن فيه بدء الاستشارات النيابية في القصر، الاثنين المقبل. فهل هي صدفة؟

تعالوا نفترض أن تحديد موعد الاستشارات، جاء مفاجئًا ولم يكن منتظرًا.

لنفترض أن المشاورات الأخيرة لم تحصل بين فرقاء الغرف السوداء، ولم يتم الاتفاق ولو مبدئيًا على اسم الرئيس المكلف.

لنفترض أن انتحار “داني” أيقظ ضمائر من يتربعون على عروشهم، وهزّ عقولهم ودفعهم إلى الإسراع بخطوات الاستشارات.

لنفترض أن دماءه لم تذهب سدى وأنها كانت مفتاح الطريق نحو الحل.

لنفترض أن ثورة “١٧ تشرين” وجدت صدى مجيبًا في آذان أهل البلاط.

لنفترض أن “داني” هو آخر المتعبين في هذه الدولة. لأن الحياة بعد مماته أصبحت أكثر إيجابية. وبات الحكم عادلًا والعيش كريمًا.

نعم لنفترض! لأن استيعاب انتحاره أمر صعب، صعب جدًا.

نرفض التصديق أن الدولة قتلته. أنها كانت السبب وراء موته. أن اجراءاتها وسياساتها وخلافاتها غير المنتهية، أودت به. مزّقت روحه ونخرت فكره. فقرر ذات يوم أن يرتاح منها، من ذلّها. الأزمات المتلاحقة السياسية والمالية والخلافية، كانت الرصاصة التي قتلت “داني”.

وماذا عسانا نقول لك يا “أم داني”؟! مع حملك الكبير، كوني الثورة الصارخة في وجههم. انتفضي ولا تخافي. فإن كان للظلم جولة، فإن للحق ألف جولة وجولة، وسينتصر!


Current track
Title
Artist

Be Positive الاربعاء والخميس الساعة الخامسة والنصف مع جورج سويديتابعوا