Home

فرادة ميلاد يسوع المسيح

23-12-2020

بِقلم هدى عيد

ولد المسيح هللويا

في ليلة الميلاد أضاءت نجمةٌ لملوك فارس فجاؤوا المغارة حيث المولود الجديد ساجدين له حاملين الهدايا ، ليصبح هذا الحدث مفصلاً تاريخياً في حياة الناس، ليُقال ما قبل الميلاد وما بعده.

مع مجيء شمس الكون أشرقت الأنوار وبزغ الفجر وبدأ مسار جديد في التاريخ البشري.

فما هو هذا السر الكامن في ليلة الميلاد؟

لقد ظهر الله في الجسد في بشارة الملاك للرعاة قائلاً: وُلد لكم اليوم في مدينة داوود مخلص هو المسيح الرب . أهميته تكمن في فرادته وروحانيته لا في الشخص أو الحدث بحدّ ذاته، أفليس التاريخ مليئاً بأحداث وشخصيات وأسماء مهمة من قادة ورؤساء وشخصيات؟

من هنا كثُرت التساؤلات وتفاوتت التفسيرات والتحليلات لبعض ما حدث تلك الليلة وما تلاها من فعلٍ إلهي نشأ عنه دين جديد وبالتالي أتباع جدد ومؤسسات وأماكن عبادة ومؤمنون انتشروا في كلّ العالم.

الميلاد هو بُشرى الخلاص حيث أنّ الله وعد البشر بالمخلص ووفى بوعده وتجسّد الإبن بشراً حاملاً مآسينا وعذاباتنا، وبالكلمة أعاد إلينا الرجاء والأمل بالخلاص. إنّه تدخل الله في تاريخ البشرية ليحقق وعده بمجيء المخلّص الفادي وتجسده فتغيّرت مع هذا الحدث الاستثنائي وجهة سير البشرية (الرئيس السابق لهيئة التعليم المسيحي في الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط الأخ إيلد دوفونس خوري).

إنّ ميلاد يسوع المسيح في بيت لحم في عهد أغسطوس قيصر شكّل ذروة التدخل الإلهي في الزمن الخلاصي وبداية جديدة في تاريخ البشرية جمعاء، كما أنّ خضوع المسيح لناموس الطبيعة من حيث الألم والموت وحّد لاهوته بناسوتنا وحياته بموتنا ليأتي الخلاص والقيامة من أجلنا نحن البشر.

وهكذا فالله المتجسد عاش حياة الإنسان وتفَهّمه لأنه اتخذ جسده وضعفه وشابهه في كل شيء إلاّ بالخطيئة يقول الإنجيل. وفيما نحن نمر بأصعب الظروف وأعتاها نؤمن بأنّ هناك إلهاً يرأف بنا ويسامحنا ويحبنا ويساعدنا في أوقات الضيق والشر اللذين نمر بهما اليوم وكل يوم فينظر في ضعفاتنا ويشددنا ويؤازرنا إن نحن فقط آمنا واعتمدنا عليه وتشبثنا به، هو الذي أصبح الخالق المحسوس ولم يعد فكرة مجردة بل صار معها المسيح إبن الإنسان لنصبح نحن أبناءً لله.

الله معنا، عمّانوئيل


Current track
Title
Artist

أول ع آخر مع ريما رحمة الساعة الثانية عشرةتابعوا