Home

في قيامة المسيحيين

01-04-2021

بقلم هدى عيد

انتشرت المسيحية في العالم أجمع وارتبط وجودها منذ نشأتها بحركات النهضة أينما حلّت داخل المجتمعات من بينها الشرق الأوسط، الموئل الأول لهذا الوجود، من سوريا إلى الأردن فمصر حيث بشارة القديس مرقص وبلاد ما بين النهرين وأشور وآسيا الصغرى التي شهدت المجامع المسكونية، نيقيا وخلقيدونية وأنطاكية وأفسس مروراً بالجزيرة العربية وصولاً إلى لبنان .

وهكذا لعب المسيحيون دوراً هاماً على مدى قرون. كما عُرفوا بمقاومة الظلم والاضطهاد والقتل منذ أيام يسوع المسيح حيث ألقوا في النار وطُرحوا للحيوانات المفترسة ولم يرتدوا، فما بالهم اليوم خائفين هائمين، علماً أنّ سيدنا يسوع المسيح غلب الموت وانتصرعلى الجحيم فانبعثت الحياة من جديد وهو باكورة الراقدين.

مع يسوع المسيح أصبحنا نحن أبناء الله. لقد خلّصنا بقيامته المجيدة وافتدانا لنعيش بالايمان به رباً وإلهاً فنعبر من الموت إلى الحياة. هذا ما نحن بحاجة إليه في في هذه الأيام المظلمة، في زمن لكأنه زمن الشيطان حيث أبواب الجحيم مفتوحة على مصراعيها: غلب المرض وزاد الألم وتفشى الوباء والسرقة والفساد والعنف وكثُر الموت وانقلبت العايير وساد الباطل وكل ما يهدد حياة وسلام وأمن البشر ليبدو أنّ قوات السماوات تتزعزع. إنها ظلمة حُجب  فيها نور الشمس، فهل هي النهاية بعد أن ابتعد الناس عن الله وفتُرت محبتهم وسيطر الباطل؟ أم هو غضب إلهي على قلة إيماننا وقساوة قلوبنا جعلت الله يتخلى عنا؟

إنّ المطلوب اليوم أن ندعوَه ليزيل الشر من حياتنا، فنسلمه مخاوفنا كي يساعدنا ويساندنا في هذه المرحلة المظلمة من تاريخنا البشري.

إنّ التقرب من يسوع المسيح بشراكة ومحبة بَنوية بالصلاة والصوم والتوبة والغفران طلباً للرحمة، هي الحماية لنا، وهو القائل : “ستكونون في ضيق لكن ثقوا إنّي غلبت العالم”.

إننا نتجاسر فنقول: أحلّ يا رب بركاتك ونعمك علينا وامنح الصحة للمرضى والقوة للخائفين واصرف عنا الأزمنة الرديئة واعطنا الرجاء بحياة مشرقة لمن فقدوا الأمل وقيامة على صورة قيامتك المجيدة، فينتصر الخير والحب والسلام ويندثر الباطل  وتعود النضارة إلى وجود ناهز العشرين قرناً خصوصاً في هذا الشرق لنسبحك وأباك وروحك القدوس ونهلل لفجر قيامتك ونمجدك من الآن وإلى الأبد مرددين، أين شوكتك يا موت وغلبتك يا جحيم؟


Current track
Title
Artist

نشرة بانوراما، شهيد اليوم، زياح المسا ونشرة اخبار ام تي فيتابعوا