Home

لا تُعيدوا النيترات في صناديق الانتخابات  

02-08-2021

المقال بقلم رمزي أبي اللمع

لا شكّ بأنّ ٤ آب هو أسوأ يوم في تاريخنا المعاصر، ألحق بنا الأذى جسديًّا، نفسيًّا ومعنويًّا، وخلال ثواني معدودة، دُمِّرت مدينتنا الحبيبة وخسرنا الأرواح والحجر والآثار وقسم من تاريخنا، وفي ثانية واحدة وُلدت فينا “التروما”، تروما التفجير !

هي ثانية واحدة في الحقيقة ولكن أثرها سيبقى طويلا، أما أسبابها فكانت أطول، بدأت منذ زمن طويل، حين أعطت الناس ثقتها لهذه الطبقة السياسيّة الحاكمة يسلاحها وميليشياتها التي ورثت الفساد و القتل والتفجير والدمار من الأنظمة التي تعتبرها صديقة.

أيّها اللبنانيون، لو لم تقوَ هذه الميليشيا، لما حصل ٤ آب.

لو لم يسكر قسم كبير من شعبنا وأهلنا بشعارات برتقاليّة فارغة لا فائدة منها، لما كان ٤ آب.

تفجير ٤ آب جريمة كبيرة، مجرموها كُثُر، من النّاخب الى الممثل، من الموظّف الى المدير. كلّ من عرف وسكت هو مجرم.

٤ آب ٢٠٢٠ كانت الأقوى والأفظع و الأحزن ولكن هناك تواريخ آخرى أيضا وقع فيها إجرام وكان المجرمون هم نفسهم.

كل هذه السنين وهم يرتكبون نفس الجرائم، ويُعاد بهم الى السّلطة. لقد حان الوقت أن يعي المقترع أهميّة دوره في الانتخابات، فالتغيير يبدأ أوّلاً بالوعي السّياسي عند الناس كي يصلوا الى صناديق الاقتراع غير سكارى ببرتقالة أو بوَهم أو بازدواجيّة معيّنة أو بفكر شيوعي خلّلته الأيّام.

والتغيير يبدأ أيضًا في الحياة اليوميّة وفي إدارة الدولة، فالدولة القوية هي قوية بناسها وموظفيها.

بالأمس دخلت النيترات من على متن باخرة فلا تعودوا بالنيترات في صناديق الاقتراع كي لا يتكرّر ٤ آب بأشكال مختلفة.

قوموا بواجباتكم الوطنيّة، واجهوا ميليشيات النيترات والبرتقال، أسقطوهم في الشّارع وفي صناديق الاقتراع … كي لا يتكرّر ٤ آب.


Current track
Title
Artist

اوعى ما توعا مع جنى غازي: الساعة الثانية عشرةتابعوا