أحمد عياش: ايران تدرك انها ستدفع الثمن باهظا

بعد عملية طوفان الأقصى وما تلاها من شن إسرائيل حربها ضد حماس في قطاع غزة، تدرج الموقف الإيراني صعودا، تهديدا وتحذيرا من ان استمرار الحرب سيدفع بالجميع الى التحرك وسيؤدي الى اتساع رقعة المواجهات.

موقف طهران المتصاعد جال به وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان في عواصم الممانعة، متوعدا باحداث زلزال في إسرائيل، اذا لم تتوقف آلة الحرب.

لكن التهديدات الإيرانية خيّم عليها ما نقلته رويترز قبل ساعات من ان المرشد الإيراني علي خامنئي ابلغ كلا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بان ايران وحزب الله لن يدخلا في الحرب المفتوحة.

ايران سعت عبر مستشارها الثقافي كميل باقر زادة الى نفي الخبر ووصفه بالكاذب، لكنها لم تتمكن من احتواء الموقف بالكامل على وقع تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف ان طهران وبيروت لا تريدان التورط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعن التخبط في الموقف الإيراني تحدث المحلل السياسي احمد عياش عبر لبنان الحر الذي قال ان الكلام المنسوب الى خامنئي يأخذنا الى اتجاه اخر ومختلف. هذا القول هو لمحاولة اقناع العالم بان لا علاقة للإيرانيين في الأصل من كل ما يحصل. ايران تدرك انها ستتكلف الكثير الكثير في أي لحظة من لحظات التدهور في هذه الحرب وستدفع الثمن باهظا وسيكون الاوان قد فات امام التراجع.

وما يعزز معطيات عدم رغبة ايران بالدخول في مواجهة واسعة، تصريحات عبد اللهيان التي تنصل فيها من امتداد رقعة المواجهات حيث اعتبر ان الجماعات التي تهاجم مصالح اميركا بالعراق وسوريا اتخذت قراراتها بنفسها.

عياش: هذه احدى أوجه التنصل الإيراني الرسمي من الحرب. هم لا يقولون الحقيقة لان اذرعة إيران في المنطقة ، من حزب الله الى الحوثيين لا يمكن لهم ان يتصرفوا من انفسهم. فهل احد  يصدق عكس ذلك. الكلام الإيراني مجافي للحقيقة .

ويتصدر لبنان الجهات التي تتأثر بهذا التحول الإيراني توريطا بالحرب او تحييدا عنها انطلاقاً من الارتباط الوجودي بين حزب الله وايران، وسط صمت مريب من حكومة تصريف الأعمال التي اعترف رئيسها نجيب ميقاتي بان القرار ليس بيده.

بين النفي والتأكيد، هل تراجعت ايران عن توسيع الساحات في مواجهة حرب إسرائيل على غزة؟

طهران تنفي ما نقل عن خامنئي من أن ايران وحزب الله لن يدخلا في حرب مفتوحة مع إسرائيل، وروسيا تعلنها: طهران وبيروت لا تريدان التورط في الصراع.

تقرير للزميلة مارسيل كرم: