Home

مي مَتَّى: فلنختر أَن يَكون التلفزيون ملاكًا لا شَيطانًا

21-11-2024

RLL
RLL
مي مَتَّى: فلنختر أَن يَكون التلفزيون ملاكًا لا شَيطانًا
/

أَقَلّ ما يُقال عَنهَا إِنَّها “سِتّ السِتَّات على الشَّاشَة”. مَن لا يَتَذَكَّر ذلك الرُقِيّ في صَوتِها وهو يُصَبِّح عَلَينا في “نهارُكم سَعيد” ويُمَسِّي عَلَينا بِ “نَشرات الأَخبار”. مَن تَغيب عَنهُ تِلكَ الإِبتِسامَة في “صارِت السَّاعَة 8” والثَّقافَة الفَنِيَّة في “كأس النُّجوم”؟ مَن لا يَتَذَكَّر أَناقَة تلك السَيِّدَة التي نَوَّرت الشاشَة الصَّغيرَة فَحَلَّت ضَيفَة مُحَبَّبة في بُيوتِنا.

مَي متَّى التي دَخَلت عالَم الإِذاعَة سَنة ال 1983 مِن باب لبنان الحر، مِن دونِ خِبرَة في هذا المَجال، تَوجَّهَت بَعَد أَربَع سَنَوات إلى مَبنَى المؤسسة اللبنانية للإِرسال LBCI بَعدَمَا تَلَقَّت زِيارَة لمنزِلِها مِن إِدارَة المَحَطَّة، مُعرِبَةً عَن رَغبَتِهَا بانضِمام متَّى، لِفَريقِهِا الإِعلامي.

تَجرُبَة الأُسبوع، بَحَسَب مي، امتَدَّت 30 عامًا، هي التي تَعتَرِف بِكُلّ ثِقَة أَنَّ صَوتَها، ثقتها بِنَفسِهَا وتمكُّنَها مِن اللُّغَة العَرَبِيَّة، كُلّها عوامِل ساعَدَت إِدارَة ال LBCI في اختِيارِهَا مِن دُونِ تَرَدُّد، عِلمًا أَنَّ شَهادَة الفَلسَفَة التي نالَتهَا بَعيدَة كُلّ البُعد مِن مِهنَة الإِعلام.

ولَفَتَت مَتَّى عَبرَ لبنان الحرّ لِمُناسَبَةِ اليوم العالمي للتلفزيون إلى أَنَّها لا تُفَرِّق بين كُلَّ بَرامجها السَّابِقَة على ال LBCI، ونَتَحَدَّث هُنا عَن “صارت الساعة 8″، “أَهلا بهالطَّلِة”، “كَأس النُّجوم” و “نهاركم سعيد”، فهي بَرامِج تَختَلِفُ عضن بَعضِهَا البَعض، مِن حَيثُ الأَفكار، الإِعداد، الإِخراج، الجِدِيَّة والإِحتِرافِيَّة بالعَمَل.
كُلّ هذه العَوَامِل ساعَدَت في إِنجاحِ برامِجها التي أَكسَبَتهَا خِبرَة في السياسة، الفَنّ والتَّرفيه، عازِيَةً الفَضِل للمُخرِج الراحِل سيمون أسمَر الذي كان يختارها لِتَقديم هذه البَرامِج.

وعَن تَمَيُّزِهَا بِكُلّ أَنواع البَرامِج، السياسِيَّة، الإِجتِماعيَّة، الفَنِيَّة والترفيهيَّة، أَكَّدَت أَنَّها نِعمَة مِن عِند الله، فَضلًا عَن ثَقافَة المُذيع وشَخصيته اللذين يُعطِيَا دَفعًا نَحو نَجاح البَرنامَج والإِعلامي.

دَخَلتُ مَتَّى عالَم الشَّاشَة بخَوفٍ ورُعب على الرَّغمِ مِن خِبرَتِها في عالَم الإِذاعَة. وتَقول عَن تِلكَ المَرحَلَة: أَصبَحَت المَسؤولِيَّة أَكبَر. الجَميع يَتَعَرَّف عَلَينا مِن خِلالِ صَوتِنا أَمَّا الآَن فمِن خِلالِ صورَتِنا.
أَمَّا شُعور خُرُوجِهَا مِنَ التلفزيون فكان الفَخِر والإِمتِنان لِرَبِّها أَنَّه بَعدَ 30 عامًا، كانَ شُعورها كالأُمّ التي تُرَبِّي وتُكبِّر عائلتها وتَرتَاح. وقالَت: تَركتُ بَصمَتِي على الشَّاشَة اللبنانِيَّة، ولا أَشتاق للعَودَة أَبَدًا لِأَنِّني غادَرتُ بِإِرادَتي. صَفحَة وطُوِيَت. ولكن أَشتاق لل LBCI وللعامِلينَ فِيها الذينَ تَجمَعني بِهِم علاقَة طَيِّبَة والتي أَزورُها من وقت للآَخَر.

هُناك عَوامِل عِدَّة غَيَّرَت الإِعلام، بِحَسَب مَتَّى، كالزّمَن، الأَجيال، العِلِم والشِّهادات. وَتَقُول: نَحنُ نَختَبِرُ تَغَيُّراتٍ مُخيفَة ولكن لا نَعلَم ما مدى أهميتها لأننا نَعيشها. التَلفزيون يَعيشُ مَرحَلَة تراجُع بِسَبب مواقع التَّواصُل الإِجتِماعي. إِمكانات الإِعلام كانَت قَليلَة والعالَم الإِعلامي أَضيَق، أَمَّا اليوم فتَوَسَّعَت مَصادِر الأَخبار وتَشَعَّبَت. علينا أَن نَتَقَبَّل الجيل الإِعلامي الجَديد، ولا يُمكن أَن نَفرض مُعتَقَداتنا القَديمَة. جيل اليوم لا يُعطي الأَهَمِيَّة للفَتحَة والضَمَّة والكَسرَة إِنَّما يُرَكِّز على ثَقافَتِه، على عَكس الجيل القديم.”

حَديثُنا مَع مَلِكَة الشَّاشَة كان في اليوم العالمي للتلفزيون، فكانَ لَهَا كَلِمَة اخَتصَرَت فِيها مَعانِي على أَمَل أَن يَفهَمها مَن سَيَقرأ هذا الحَديث. وتَقول مَتّى: “التلفزيون قد يكون مَلاكًا وقَد يَكُون شَيطانًا في الوقت نَفسِه. مَلاك عِندَما يُقَدِّم بَرامِج راقِيَة وتَثقيفِيَّة، وشَيطانٌ عِندَما يُستَخدَم لِتَغذِيَة الغرائِز والطائِفِيّة. فلنختر أَن يَكون ملاكًا.”


Current track
Title
Artist

في كواليس الاقتصاد مع ايلديكو ايليا الخميس الساعة 10تابعوا