من ورّط الوطن؟
02-05-2019
بقلم شكري مكرزل
نسألهم فيقولون
سلسلة رتب ورواتب…
بواخر كهرباء …
أدوية على المريض ممنوعة
شح ماء…
طرقات لم ترى لون الزفت
و مدن بلا مواقف
بلا نقل مشترك…
وتلاميذ الرسمية في مدارس بلا تدفئة وسقف، لولا القدرة الإلهية لسقط عليهم
من ورّط الوطن؟
مستشفيات حكومية بلا تعاقد؟
أطباء لا يتقاضون أجراً ومستشفيات خاصة لا تستقبل المرضى على حساب وزارة الصحة؟
سنوات صندوق ضمان لتحصيل الفواتير؟
من ورّط الوطن؟
المدن الصناعية أم عمالها الذين ينتظرون استبدالهم بالاجانب؟
ام بضائع لا تدفع ضرائبها ؟
مرافئنا، والحق يقال، بلا رقيب ولا مراقب
من ورّط الوطن ؟
مزارع تفاح لم يستطع بيع المحصول ؟
مزرعة دجاج نفقت طيورها؟
لربما موسم الليمون؟
من ورّط الوطن؟
لا مطار بلا تبريد، ولا طيور النورس التي تعيق الطيران
ولا النفق الذي يوصل اليه وقد غمرته المياه
اعذرونا يا بعض القادة، فسياساتكم المتبعة منذ عهود ولا تزال…
سياسة التاجر الجشع… أوصلتنا إلى الإفلاس
اعذرونا…
فبدل صرف الأموال على بناء الدولة صرفتموها على جيوب النافذين ومن يدور في فلككم، تحت ما يسمى هندسات مالية، مشاريع، صفقات، جمعيات ،رشى انتخابية ، تلزيمات ،حمايات أمنية، استحداث وزارات ومؤسسات ومجالس رديفة وغيرها الكثير الكثير…
نعم تورّط الوطن…
أواخر عام ١٩٩٢ كان ديننا العام لا يتجاوز مليار و ٧٠٠ مليون دولار رغم مرور حوالي ٢٠ سنة من الحرب في لبنان .
بعدها أتت الاستدانة والإنفاق والسرقة وتعميم الفساد حتى برزت مؤشرات الأزمة المالية في ١٩٩٦ ، واستمرت، والاستدانة معها، يرافقها الإنفاق والهدر. واستكملت الحكومات المتعاقبة الإمعان بالاستدانة و سرقة المال العام فحصل التضخم و تجاوز الدين العام ٨٦ مليار دولار
نعم هذا ما ورّط الوطن…