Home

قيصر وجدوى العقوبات الاقتصادية

20-06-2020

بقلم هدى عيد

لجأ العالم إلى العقوبات الاقتصادية في حقبات ماضية لإدارة الأزمات ولاعتبارات تتعلّق بالمصالح وتفادياً لخسائر بشرية ومادية تترتب نتيجة المواجهات العسكرية.

إنها نظرة أميركية تبناها الرئيس  دونالد ترامب كوسيلة لدفع الحكومات إلى تغيير سلوكها، فشملت تجميد الأصول المالية وحظر السلاح والطيران والتعاملات الاقتصادية، كما هو واقع الحال اليوم مع سوريا لمعاقبة النظام وحماية المدنيين، وإيران لإعادتها داخل حدودها وكف تدخلها في شؤون الدول الأربع على الأقل والتي لطالما تباهى ملالي طهران بالهيمنة عليها أو بوضع اليد ومصادرة قراراتها الوطنية وإثارة القلاقل في الشرق الأوسط وإلزامها التخلي عن طموحاتها النووية، عبر مفاوضات تتبنى خلالها الإملاءات الأميركية. والسؤال المطروح الذي يراهن محور الممانعة على جدوى العقوبات الاقتصادية وعلى مسألة الوقت وعدم انتخاب الرئيس الحالي لولاية ثانية.

وفي هذا الإطار قام باحثون في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في الولايات المتحدة، بقياس مدى فعالية الحصار الاقتصادي على نحو مئتي حالة تمتد منذ الحرب العالمية الأولى إلى بداية الألفية الثالثة وتوصلوا إلى أنّ ما نسبته ثلث العقوبات قد كانت فعّالة. واستطراداً  هل تفعل عصا “العم ترامب” اليوم فعلها في سوريا فتمهد لزرع فوضى الجوع والبطالة والانقضاض على النظام بعد استنزافه؟

ممّا لاشكّ فيه أنها مرحلة ستخلط الأوراق وقد تؤسّس لحلٍ مستدام بالتفاهم بين العرّابين الأميركي والروسي اللذين وفي عزّ أيام الحرب الباردة لم يقطعا خيط التواصل بينهما، بل على العكس رغم صقيع موسكو وبرودة واشنطن، حافظت الحرارة على مستوى سمح بحل العديد من الأزمات في العالم بدءاً بالصواريخ الكوبية وصولاً إلى الحروب العربية- الإسرائيلية وانتهاء بسقوط جدار برلين. فهل سيُضاف إليها ملف قطع الشريان الحيوي الذي يربط طهران ببيروت والذي يغذّي الوجود العسكري الإيراني وتوابعه فتتقطّع أوصاله ويتجزأ ويطير حلم الوصول إلى البحر المتوسطّ منذ ثمانينيات القرن الماضي حيث لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. في حين لم يُسجّل أيّ نصر استراتيجي على مستوى تصدير الثورة.

إن الرهان الأميركي اليوم على ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.

 فهل ستأتي االنتائج على قدر الآمال المعقودة؟


Current track
Title
Artist

اوعى ما توعا مع جنى غازي: الساعة الثانية عشرةتابعوا