Home

إتفاقات أبراهام واندحار المشروع الإيراني

24-09-2020

بقلم هدى عيد

استخدمت إيران الصراع العربي- الإسرائيلي ردحاً طويلاً من الزمن لتعزيز توغلها الإقليمي وتحديداً في العراق واليمن وسوريا ولبنان. وجاءت اتفاقيات السلام اليوم بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة ثانية كأول اختراق من هذا النوع منذ معاهدتَي السلام مع مصر في العام 1979 والأردن في العام 1994، وسط تخوفات  إيرانية من أن يؤدي ذلك إلى تهديد فعلي  لما تعتبره عمقها الاستراتيجي ومداها الحيوي بعدما باتت تل أبيب على تخومها الأمرالذي يشكل خطراً مباشراً على محاولاتها الدؤوبة للتمدد نحو الخليج.

 كل ذلك سيؤدي إلى إعادة النظر بطبيعة الحال، في المشاريع والمخططات التي كانت منسوجة أومرسومة في الشرق الأوسط مع خلط الأوراق هذا وإمكان التبدّل في الأدوار والمواقع. فما كان يُعرف ب ” الشر المطلق” أو ” العدو الصهيوني” لم يعد كذلك خارج محور الممانعة.

والسؤال يُطرح حول مفاعيل ما يحصل اليوم على مستقبل المنطقة وما فيها من ملفات ساخنة كالفلسطيني بشكلٍ مباشر واللبناني أو العراقي ولو بصورةٍ غيرمباشرة مع تعاظم الحديث عن سحب البساط من تحت قدمي طهران التي أصبحت “مطوّقة” بانتزاع معاهدات أبراهام الورقة الأهم منها، ألا وهي الصراع العربي- الإسرائيلي تمهيداً لإعادتها إلى داخل حدودها وتصفية الملحقات على مدى الخارطة الشرق أوسطية التي لطالما تبجّح أولياؤها بالسيطرة على مفاصلها الأربعة.

فهل نحن أمام اندحار مشروع الملالي، قد يؤسس لقيام نظام إقليمي جديد يكون فيه ماقبل اتفاقيات السلام مخالفاً لما بعدها على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية؟ وكيف ستترتب التوازنات الدبلوماسية والاستراتيجية الممكنة الجديدة ؟وهل ستكون ضماناً للحماية من التهديد الإيراني؟

وسط كلّ ذلك تُطرح أيضاً وبإلحاح المسألة الشيعية في المنطقة ولبنان وما إذا أضاع هذا المكوّن الوطن؟ بعد أن اجتاح أوساطه مزاج يتعارض مع وجود ونهائية الكيان اللبناني لمصلحة مشروع الولي الفقيه العابر للحدود والمرتبط مباشرة بالنظام الإسلامي في إيران.

إنّ توريط هذا المكوّن في نزاعات داخلية وادخاله في شؤون البلدان نزع راية مقارعة المحتل من ساحات فلسطين وسوريا ولبنان وغيرها وحوّله طرفاً في صراعات جانبية أثقلت كاهل الشعوب ودمرّت الأوطان.


Current track
Title
Artist