Home

إيران والانتصارات الواهية  

10-05-2021

بقلم هدى عيد

 

هل يشكل مؤتمر فيينا، الذي انطلق في اجتماعات عمل مشتركة برعاية أوروبية ومشاركة الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى سدة الرئاسة، متنفساً لطهران؟ أم إنه سيعيد التوازن للعلاقات الدولية والإقليمية ضمن منطقة الشرق الأوسط التي تخيم على ساحاتها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصراعات العسكرية، وقد تحولت الكثير من أنظمتها وباتت تشكل عبئاً على جيرانها الأوروبيين وعلى الكبار مثل أميركا وروسيا والصين؟

من هنا سعي هؤلاء إلى إعادة صياغة الاتفاق النووي وتضمينه مسألة الصواريخ البالستية ودور إيران الإقليمي وميليشياتها وملحقاتها. فيكون ثمن التخلي الإيراني، تخفيف العقوبات ومدها بجرعات من السيولة لفك حالة الاختناق التي يعيشها اقتصادها، في مقابل انتهاجها سياسة بنّاءة بعيداً عن إثارة الفوضى بعد أربعة عقود من السياسات غير البنّاءة في المنطقة وعودتها بالتالي إلى بيت الطاعة دولة طبيعية. إيران  طبعاً رافضة لتعديل سياساتها، وتذهب بعيداً في تصريحاتها المعلنة إلى حدّ الانتصارات الواهية كما الانتصارات الالهية السابقة. فأي انتصارات هي اليوم؟

إن الحديث الدائم عن انتصارات يفترض إعادة البناء ومشاريع تنموية واقتصادية وصحية واجتماعية وبيئية ومائية، بدل أن ترزح كل الدول الممتدة، بما فيها إيران نفسها، تحت ثقل الأزمات من كل حدب وصوب: فقر، بطالة، مرض، عنف، إرهاب وغيرها من غيابٍ لمقومات الحياة الكريمة والديموقراطية.  ما سبق يتطلب أموالاً ضخمة يكون التعويل فيها لا على إيران أو روسيا وغيرها من الدول التي تدور في هذا الفلك وإنما على الدول الغربية أو الدول الخليجية الغنية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ما يحتّم أهمية استرضائها وأخذ مصالحها في عين الاعتبار.

إنطلاقاً من الواقع اليوم نسأل أين هي الجمهورية الإسلامية بعد أكثر من أربعة عقود من عمر الثورة ومن الشعارات الكبيرة من “الشيطان الأكبر”، إلى الدعوة ل “رمي إسرائيل في البحر” وغيرها من الشعارات الرنانة. لقد زرعت سياسة طهران الفوضى بدل التنمية والازدهار ودخلت في صراعات لا تنتهي  بعد أن صنفت أيام الشاه خامس قوة في العالم. تدخلت في شؤون دول المنطقة وأفقّرت شعوبها بدءاً باليمن وصولاً إلى لبنان وهي اليوم تعود الى المربع الأوّل ألا وهو التفاوض مع الأميركيين. فأين هي الانتصارات من الواقع المرير الموجود وهي تستجدي اليوم اتفاقاً يقوتها وينشلها من أزماتها الكثيرة؟


Current track
Title
Artist

أول ع آخر مع ريما رحمة الساعة الثانية عشرةتابعوا